عمرو [بلفظ أبي داود] (¬1).
وفي الباب عن ابن عمر وسمرة (¬2).
"التهاون": تفاعل من الهوان وهو الذل والاستحقار وهو منصوب لأنه مفعول له، أي: تركها المتهاون بها.
"والطبع": أخو الختم والطابع والخاتم وقد تكسر الباء والتاء فيهما لغة، والطبع على القلب كناية عن سده عن دخول الإيمان ووصول الحق إليه ومنه قول الله عز وجل: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (¬3) و {وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (¬4) أي أغلقها فلا تدخلها الموعظة وإن دخلت فلا تعيها؛ تشبيها بالشيء الذي يختم عليه بعد الشد زيادة في الاغلاق والايكاء.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن عبيدة بن سفيان قال: سمعت عمرو بن أمية يقول: لا يترك رجل مسلم الجمعة ثلاثًا تهاونًا بها لا يشهدها إلا كتب من الغافلين.
قوله: "لا يشهدها" أي: لا يحضرها، شهد فلان البلد إذا حضر فيه.
"والغافلون": يريد بهم الغافلين عن ذكر الله -عز وجل- واتباع أوامره والمسارعة إليها، والمطرحين لها المتهاونين بها.
والاستثناء في قوله "إلا كتب" من قوله "لا يترك".
وقوله: "لا يشهدها" في موضع الحال، التقدير: لا يتركها غير شاهد لها.
"ولا" في هذه الحديث والذي قبله نافية.
¬__________
(¬1) كذا بالأصل، وواضح أنه وقع سقط في المخطوط، فلم يذكر هنا طريقي الترمذي والنسائي.
(¬2) وانظر شواهده في التلخيص (2/ 52 - 53) وقد نقل تصحيح حديث أبي الجعد عن ابن السكن، وذكر هناك اختلاف أهل العلم في إسناده.
وقال الشيخ الألباني -في المشكاة (1/ 433): إسناده حسن وصححه جماعة، وهو صحيح باعتبار شواهده.
(¬3) البقرة: [7].
(¬4) التوبة: [93].