كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 2)

فأما البخاري (¬1): فأخرجه عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن جابر "أن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة فانصرف الرجل، فكأن معاذًا نال منه، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أفتان أنت -ثلاث مرات-؟ وأمره بسورتين من أوسط المفصل. قال عمرو: لا أحفظهما.
وفي أخرى: عن آدم، عن شعبة، عن محارب بن دثار، عن جابر قال: "أقبل رجل بناضحين -وقد جنح الليل-، فوافق معاذًا يصلي فترك ناضحيه (¬2) وأقبل إلى معاذ، فقرأ بسورة البقرة أو النساء فانطلق الرجل وبلغه أن معاذًا نال منه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكى إليه معاذًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا معاذ، أفتان أنت؟ أفاتن أنت -ثلاث مرار؟ فلولا صليت بـ "سبح اسم ربك الأعلى"، "والشمس وضحاها"، "والليل إذا يغشى" فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة".
وأما مسلم (¬3): فأخرجه عن محمد بن عباد، عن سفيان وذكر نحو رواية البخاري الثانية.
وفي أخرى: عن قتيبة وابن رمح، عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر وذكر الحديث وفيه: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أتريد أن تكون فتانًا يا معاذ؟ إذا أممت الناس فاقرأ بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}.
وأما أبو داود (¬4): فأخرجه عن أحمد بن حنبل، عن سفيان وذكر نحوه.
¬__________
(¬1) البخاري (701، 705)،
(¬2) عند البخاري بلفظ (ناضحه).
(¬3) مسلم (465).
(¬4) أبو داو (790).

الصفحة 30