كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 2)

معمر: عن الزهري، عن عطاء [عن] (¬1) عبيد الله [عن] (1) عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه فذكره موصولاً وقال في آخره "أولئك الذين نهيت عن قتلهم".
وأخبرني الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن عثمان بن أبي سليمان أن مشركي قريش حين أتوا المدينة في فداء أسراهم، كانوا يبيتون في المسجد، منهم: جبير بن مطعم فقال جبير: فكنت أسمع [قراءة] (¬2) النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي نسخة "في فداء أسرائهم".
"المشرك": من جعل لله شريكًا في ملكه، يقال: أشرك فلان بالله يشرك فهو مشرك، والشرك الاسم. والإشراك المصدر.
"والفداء": ما يستخلص به الأسير من الأسر، تقول: فاديت الرجل إذا أعطيت في فكاكه أسيرًا بدله، وفديته: إذا أعطيت في إطلاقه مالاً، فالفداء مصدر فديته والمفاداة مصدر فاديته والاسم الفدية، ويجوز في الفداء كسر الفاء مع المد والقصر، ويجوز فيه فتح الفاء مع القصر.
"والأسرى": جمع أسير وهو المأسور، فعيل بمعنى مفعول، ويجمع أيضًا على أسراء وهو الذي جاء في النسخة الأخرى فأما أسارى فجمع الجمع قاله الأزهري أصل هذه الكلمة من الإسار وهو القدِّ, لأنهم كانوا يشدون به الأسير، فسمى كل أخيذ أسيرًا.
مجيء مشركي قريش في فداء أسرائهم عقيب غزوة بدر.
والمراد من الاستدلال بهذا الحديث: جواز دخول المشرك المسجد، وجواز النوم فيه.
وفيه دليل على الجهر بالقراءة في الصلاة والتلاوة، لأن جبيرًا كان يسمع
¬__________
(¬1) بالأصل [ابن] وهو تصحيف والتصويب من المعرفة (5/ 208).
(¬2) بالأصل [قولة] وهو تصحيف والتصويب من مطبوعة المسند، وسيأتي في كلام المصنف ما يفسر اللفظ المثبت.

الصفحة 375