كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 2)

بفاتحة الكتاب بعد الأولى، ثم يكبر الثانية ويحمد الله [ثم] (¬1) يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو للمؤمنين والمؤمنات، ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت ثم يكبر الرابعة ويسلم.
وقال الشافعي في التكبيرة الرابعة -في موضع آخر-: يكبر ويقول: اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
قال: ومما أستحب أن يقال في الدعاء: اللهم عبدك وابن عبدك، خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبها وأحبائه فيها، إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه، كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه، وقد جئناك راغبين إليك شفعاء له؛ اللهم فإن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عنه، وبلّغه برحمتك رضاك، وقه فتنة القبر وعذابه، وافتح له في قبره، وجاف الأرض عن جنبيه، ولقه برحمتك الأمن من عذابك، حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين.
قال: وليس في الدعاء شيء مؤقت.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا محمد بن عمر -يعني الواقدي-، عن عبد الله ابن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر: "أنه كان يرفع يديه كلما كبر على الجنازة".
قال الشافعي: وبلغني عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير مثل ذلك، وعلى ذلك أدركت أهل العلم ببلدنا، وكذلك رواه عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر.
وقال في القديم: وأخبرناه من سمع ابن وردان يذكر عن أنس بن مالك أنه
¬__________
= وإسحاق وابن المنذر والأوزاعي والشافعي، وقال مالك والثوري وأبو حنيفة لا يرفع يديه إلا في الأولى لأن كل تكبيرة مقام ركعة ولا ترفع الأيدي في جميع الركعات.
(¬1) سقط من الأصل والمثبت من المعرفة (5/ 303).

الصفحة 412