كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 2)

الفرع الثالث في اختلاف القيام والقعود
أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا يحيى بن حسان، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - خفة فقعد إلى جنب أبى بكر، فأم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وهو قاعد، وأم أبو بكر الناس وهو قائم".
وقد عاد الشافعي -رضي الله عنه- أخرجه في كتاب "اختلاف الحديث" بهذا الإسناد واللفظ.
وعاد أخرجه في كتاب "اختلافه مع مالك" (¬1) عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا بمثل لفظ مالك وسيأتي ذكره.
هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه مالك والبخاري ومسلم والنسائي.
فأما مالك (¬2): فأخرجه عن هشام عن أبيه مرسلًا "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج في مرضه فأتى المسجد؛ فوجد أبا بكر وهو قائم يصلي بالناس فاستأخر أبو بكر فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن كما أنت" فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان الناس يصلون بصلاة أبي بكر.
¬__________
(¬1) الأم (7/ 199).
(¬2) الموطأ (1/ 130 رقم 8).

الصفحة 56