كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 2)

الفرع الخامس في الإسراع إلى الصلاة
أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر أنه سمع الإقامة وهو بالبقيع فأسرع إلى المسجد.
هذا الحديث أخرجه الشافعي في كتاب اختلافه مع مالك.
وقد أخرجه الموطأ (¬1) إسنادًا ولفظًا.
والذي ذهب إليه الشافعي: أن يمشي إلى الصلاة وعليه السكينة والوقار ولا يعدو إليها عدوًا, ولعل ابن عمر أسرع إليها خوف أن تفوت فضيلة الجماعة لبعد الموضع.
قال الربيع: فقلت للشافعي: نحن نكره الإسراع إلى المسجد إذا أقيمت الصلاة.
قال الشافعي: فإن كنتم إنما كرهتموه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها تمشون وعليكم السكينة".
فقد أصبتم، وهكذا ينبغي لكم في كل أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر كلامًا طويلًا في مخالفة المالكيين.
وقد أخرج الشافعي من رواية المزني (¬2) عنه: عن ابن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها تمشون عليكم السكينة؛ فما أدركتم
¬__________
(¬1) الموطأ (1/ 85 رقم 9).
(¬2) السنن المأثورة (رقم 65).

الصفحة 68