كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً

كتاب الزكاة
ويشتمل على ثلاثة عشر باباً

الباب الأول
في وجوبها وإثم تاركها
أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا سفيان بن عيينة، سمعت جامع ابن أبي راشد وعبد الملك بن أعين، سمعا أبا وائل يخبر عن عبد الله بن مسعود يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله، إلا مُثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع، يفر منه وهو يتبعه حتى يطوقه في عنقه، ثم قرأ رسول الله {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (¬1).
هذا حديث صحيح أخرجه الترمذي والنسائي.
فأما الترمذي (¬2): فأخرجه عن ابن أبي عمر، عن سفيان بالإسناد.
وأما النسائي (¬3): فأخرجه عن مجاهد بن موسى، عن سفيان -ولم يذكر عبد الملك بن أعين- وذكر الحديث وقال فيه: ثم قرأ مصداقه من كتاب الله. -عز وجل- {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (1).
"من" قوله (¬4): "من رجل" زائدة تفيد عموم النفي، وتحسين دخول "ما" على النكرة، فإنك لو قلت: ما رجل في الدار - على استكراهه- جاز أن
¬__________
(¬1) آل عمران: [180].
(¬2) الترمذي (3012). وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(¬3) النسائي (5/ 11).
(¬4) كذا بالأصل ولعل الصواب "من في قوله" ... فسقط حرف الجر في، وبذلك يستقيم السياق.

الصفحة 5