كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

وفي أخرى: عن عمرو بن ميمون، عن عمر موقوفًا، ثم قال: وخالفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فأفاض قبل طلوع الشمس.
وأخرج هذا المعني أيضًا: أبو داود (¬1) والترمذي (¬2) والنسائي (¬3).
وقد أخرج المزني (¬4): عن الشافعي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه سأل أسامة بن زيد -وأنا جالس معه- "كيف كان يسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العَنَقَ فإذا وجد فجوة نص قال: والنص فوق العنق وهما ضربان سريعان من سير الإبل.
وأخرجه أيضًا: عن الشافعي، عن سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن أسامة وكان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة حتى أتى مزدلفة وفيه "فرجة". بدل فجوة.
قال الشافعي: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة، فلما افترقت له الطريقان: طريق ضب وطريق المأزمين، سلك طريق المأزمين وهي التي أحب أن يسلك الحاج وهي طريق الأئمة منذ كانوا.
وقد أخرج المزني أيضًا: عن الشافعي، عن مالك، عن موسى بن عقبة، عن كريب -مولى ابن عباس- أنه سمع أسامة بن زيد يقول: "دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة. حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ فلم يسبغ وضوءه، فقلت له: الصلاة، فقال: "الصلاة أمامك" فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ وضوءه ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل أناس (¬5) بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما شيئًا".
هذان حديثان صحيحان أخرجهما البخاري (¬6) ومسلم (¬7).
¬__________
(¬1) أبو داود (1938).
(¬2) الترمذي (896) وقال: حسن صحيح.
(¬3) النسائي (5/ 265).
(¬4) انظر المعرفة (7/ 292).
(¬5) في المعرفة (إنسان).
(¬6) البخاري (1672).
(¬7) مسلم (1280) / (2769).

الصفحة 532