كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خطب النبي الناس بمنى، ونزَّلهم منازلهم فقال: "لينزل المهاجرون ها هنا" -وأشار إلى ميمنة القبلة- "والأنصار ها هنا " -وأشار إلى ميسرة القبلة-، ثم لينزل الناس حولهم".
وفي أخرى: عن مسدد، عن عبد [الوارث] (¬1) عن حميد، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ قال: "خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بمنى ففتحت أسماعنا؛ كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا؛ فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع إصبعه السبابتين ثم قال: "بحصى الخذف" ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد وأمر الأنصار أن ينزلوا من وراء المسجد، قال: ثم نزل الناس بعد ذلك".
وأما النسائي (¬2): فأخرجه عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن سويد، عن عبد الله بن عبد الوارث، عن حميد [الأعرج] (¬3) [عن] (¬4) محمد بن إبراهيم [عن] (4) عبد الرحمن بن معاذ. وذكر رواية أبي داود الثانية.
وقد أخرج الشافعي في رواية حرملة (¬5): عن أنس بن عياض، عن عبد الله ابن عامر الأسلمي، عن أبي الزبير، عن جابر قال: "كأني انظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة جمع وهو كاف ناقته، وهو يقول: "أيها الناس! عليكم بالسكينة" فلما جاء محسرًا قال: "عليكم بحصى الخذف".
قال الشافعي: ومن حيث أخذه أجزأه إلا أني أكرهه من المسجد لئلا يخرج حصى مسجد منه، وأكرهه من الجمرة لأنه حصى غير متقبل، ولأنه قد رمى به مرة.
¬__________
(¬1) في الأصل [الوهاب] وهو تحريف والتصويب من أبي داود تحفة الأشراف (7/ 217).
(¬2) النسائي (5/ 249).
(¬3) من النسائي.
(¬4) في الأصل [بن] وهو تصحيف والمثبت من النسائي وهو الصواب.
(¬5) انظر المعرفة (7/ 300).

الصفحة 540