كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سعيد بن سالم القداح، عن أيمن ابن نابل، أخبرني قدامة بن عبد الله بن عمَّار الكلابي قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة صهباء، ليس ضرب ولا طرد وليس قيل إليك إليك".
هذا حديث صحيح، أخرجه الترمذي والنسائي.
أما الترمذي (¬1): فأخرجه عن أحمد بن منيع، عن مروان بن معاوية، عن أيمن بن نابل.
وأما النسائي (¬2): فأخرجه عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع، عن أيمن.
الجمرة: هي جمرة العقبة، لأنها هي التي ترمى يوم النحر.
والصهبة في الألوان: الشقرة في الشعر، وهي في الإبل أن يخالط بياض البعير حمرة فيحمر الوبر ويبيض وسطه.
وقوله: "ليس قيل" أي ليس يقال: إليك إليك بمعني تنح وأبعد والقيل والقول: مصدر قال يقول قولًا وقيل.
والمستحب: أن يرمي جمرة العقبة راكبًا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك فعل، ويرفع يديه حتى يرى بياض إِبطيه، ويرميها من بطن الوادي، ويكبر مع كل حصاة، ويكون مستدبر الكعبة مستقبلاً لمنى، وحيث وقف وكيف رمى أجزأه.
وقد أخرج الشافعي في سنن حرملة (¬3): عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص الأزدي، عن أمه قالت: "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - -وهو في بطن الوادي وهو يرمي الجمرة-، وهو يقول: "أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضًا، وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف".
وقد أخرج الشافعي أيضًا: عن سفيان، عن زياد بن سعد، عن أبي الزبير،
¬__________
(¬1) الترمذي (903)، وقال حسن صحيح.
(¬2) النسائي (5/ 270).
(¬3) المعرفة (7/ 309).

الصفحة 541