كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

عن أبي معبد، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ارفعوا عن بطن محسر، وعليكم بمثل حصى الخذف".
قوله: "ارفعوا عن بطن محسر" يريد في المبيت. بمنى.
وأخرج الشافعي في سنن حرملة: عن ابن عيينة (¬1)، عن مسعر والثوري، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن ابن عباس قال: "حملنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أغيلمة بني عبد المطلب على جمرات، ثم جعل يلطح أفخادنا ويقول:
"أبيْني! لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس".
هذا الحديث أخرجه أبو داود (¬2) والنسائي (¬3).
وأغيلمة: تصغير غلمة على غير قياس.
والجمرات: جمع جمر، والجمر: جمع جمار.
واللطح -بالحاء المهملة-: ضرب لين ببطن الكف.
والأبيني: تصغير الأبناء جمع ابن بوزن: أعمى وأعيمي، وليس جمعًا على اللفظ وإنما هو اسم موضوع للجمع، وجمعه اللفظي أبناء بالمد.
قال الشافعي: ومن أوقاتها: أن ترمى بعد الفجر، وجائز فيها أن ترمى قبل الفجر وبعد نصف الليل. واستدل بحديث أم سلمة وقد ذكرناه في الإفاضة من مزدلفة، وذكرنا فيه كلام الشافعي (رضي الله عنه).
¬__________
(¬1) كذا في الأصل وفي المعرفة (7/ 311): [عن ابن عبيد].
(¬2) أبو داود (1940).
(¬3) النسائي (5/ 270، 271).

الصفحة 542