كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

ضحى يضحي تضحية: إذا ذبح شاة يوم النحر.
والباء في "بكبشين" للإلصاق أي ألصق تضحيته بالكبشين.
والأملح من الغنم: الذي في لونه سواد وبياض، وقيل: إذا كان بياضه أكثر من سواده، وقيل: هو النقي البياض، وقيل: الأبيض الذي ليس نقي البياض.
والأقرن: الذي له قرن.
والصفاح: جمع صفحة الخد أو العنق وهي جانبه.
وقوله: "يسمي ويكبر" أي يقول: باسم الله، والله أكبر.
والمستحب في ألوان الضحية: أن يكون أبيض، فإن لم يكن فأعفر: وهو الأغبر، فإن لم يكن فأبلق بسواد، فإن لم يكن فأسود.
قال الشافعي: ومن ضحى فأقل ما يكفيه جذع الضأن أو ثني المعز أو الإبل والبقر، والإبل أحب إليَّ أن يضحى بها من البقر، والبقر أحب إليَّ أن يضحى بها من الغنم. وبه قال أبو حنيفة وأحمد.
وقال مالك: الأفضل الجذع من الضأن ثم الثني من البقر.
قال: وكل ما غلا من الغنم كان أحب مما رخص، وكل ما طاب لحمه كان أحب مما يخبث لحمه، فالضأن أحب إليَّ من المعز، والعفراء أحب إليَّ من السود، وإذا كانت الضحايا: إنما هو دم يتقرب به فخير الدماء أحب إليَّ.
قال: فقد زعم بعض المفسرين أن قول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ} (¬1) استسمان الهدي، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الرقاب أفضل؟
قال: "أغلاها ثمنًا وأهلها".
وقد أخرج الشافعي -رضي الله عنه- من رواية المزني (¬2) عنه-: عن عبد الوهاب، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن البراء بن عازب أن
¬__________
(¬1) الحج [32].
(¬2) انظر ما تقدم وما يأتي في المعرفة (14/ 27 - 28).

الصفحة 564