كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

وبروا لله وأطعموا". إنا كنا نفرع فرعًا في الجاهلية، فما تأمرنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك حتى إذا استجمل ذبحته وأطعمته، فإن ذلك هو خير".
هذا الحديث أخرجه أبو داود (¬1) والنسائي (¬2).
وأخرج الشافعي -في كتاب حرملة (¬3) -: عن سفيان، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا فرعة ولا عتيرة".
قال الزهري: الفرعة: أول النتاج، والعتيرة: شاة تذبح عن كل أهل بيت في رجب.
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري (¬4) ومسلم (¬5) وأبو داود (¬6) والترمذي (¬7) والنسائي (¬8).
قال الشافعي -في تفسير الفرعة-: هو شيء كان أهل الجاهلية يطلبون به البركة في أموالهم، فكان أحدهم بكر ناقته يعني أول نتاج يأتي عليه لا يغذوه رجاء البركة، فيما يأتي بعده، فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "فرعوا إن شئتم" وكانوا يسألونه عما كانوا يصنعونه في الجاهلية خوفاً أن يكره في الإِسلام، فأعلمهم أنه لا مكره لهم فيه، وأمرهم أن يغذوه ثم يحملوا عليه في سبيل الله أو يذبحه ويطعمه.
قالوا: والفرعة حق -يعني: أنها ليست بباطل- ولكنه كلام عربي يخرج
¬__________
(¬1) أبو داود (2830).
(¬2) النسائي (7/ 169، 170).
(¬3) المعرفة (14/ 73).
(¬4) البخاري (5473، 5474).
(¬5) مسلم (1976).
(¬6) أبو داود (2831).
(¬7) الترمذي (1512) وقال: حديث حسن صحيح.
(¬8) النسائي (7/ 167).

الصفحة 576