كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

عن ابن وهب بإسناد البخاري مرفوعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريًا العشر، وما سقي بالنضح نصف العشر" (¬1).
وأما النسائي (¬2): فأخرجه برواية أبي داود مثله.
وقد أخرج مالك المعنى مرسلًا (¬3) عن سليمان بن يسار وبسر بن سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه الشافعي في القديم (¬4) عن مالك أيضاً، وقال: بلغني أن هذا الحديث. -يعني حديث سليمان بن يسار- يوصل من حديث ابن أبي ذباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أعلم مخالفًا (¬5).
السُلت: -بالضم- شعير أبيض ليس فيه قشر كأنه حنطة.
والبعل: ما يشرب من الشجر بعروقه من غير سقي من السماء ولا غيرها.
قال الأزهري: فسره الأصمعي وأبو عبيد، وجاء القتيبي فغلَّط [أبا] (¬6) عبيد
¬__________
(¬1) في الأصل اضطراب وخلل في مواضع:
أولها: قدم الترمذي على غير عادته على أبي داود، ثم أعاد فذكره مكررًا مرة ثانية عقب تخريجه لأبي داود وزاد: "إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فيما سقت السماء والأنهار والعيون، أو كان بعلًا العشر، وفيما سقى السواقي والنضح نصف العشر".
ثانيا: أن هذه الزيادة المذكورة عقب رواية الترمذي هي لفظ أبي داود، كما في السنن, وأما اللفظ الذي عزاه لأبي داود فليس لفظه إنما هو متن حديث الترمذي.
فكان هناك قلب في اللفظين فتنبه لهذا.
(¬2) النسائي (5/ 41).
(¬3) "الموطأ" (1/ 227) رقم (33).
(¬4) نقله البيهقي عنه في المعرفة (6/ 127).
(¬5) وقال ابن عبد البر في الاستذكار (9/ 235):
هذا الحديث وإن كان في الموطأ منقطعًا وبلاغًا فإنه يتصل من وجوه صحاح ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث ابن عمر وجابر ومعاذ وأنس.
(¬6) في الأصل [أبو] والمثبت هو الجادة.

الصفحة 60