كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 4)

وانصرف، ولم أحتم عليه أن يأكل، وأحب لي لو فعل إن كان صومه غير واجب؛ إلا أن يأذن له رب الوليمة.
وأخرج الشافعي -رضي الله عنه- قال: حدثنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج -قال الشافعي: ولا أدري عن عطاء أو غيره- قال: "جاء رسول ابن صفوان [إلى] (¬1) ابن عباس وهو يعالج زمزم يدعوه وأصحابه، فأمرهم فقاموا، واستعفاه وقال: إن لم يعفني جئته".
وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- قال: أخبرنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى أبا طلحة وجماعة معه فأكلوا عنده، وكان ذلك في غير وليمة".
قوله: "وكان ذلك في غير وليمة" من قول الشافعي -رحمة الله عليه- وهذا طرف من حديث طويل صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري (¬2) ومسلم (¬3) والترمذي (¬4)، ونحن نشير إلى طريق من جملة طرقهم.
قال أنس بن مالك: قال أبو طلحة لأم سليم: "قد سمعت صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم. فأخرجت أقراصًا من شعير، ثم أخذت خمارًا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذهبت به، فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم. فقال: للطعام؟ فقلت: نعم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن معه: قوموا بنا.
¬__________
(¬1) تكررت في الأصل.
(¬2) البخاري (3578).
(¬3) مسلم (2040).
(¬4) الترمذي (3630).

الصفحة 413