كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 4)

وغير واحد، كلهم عن سفيان، عن ابن شهاب.
وعن قتيبة، عن [سفيان] (¬1) عن ابن شهاب.
وأما النسائي (¬2) فأخرجه عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن ابن شهاب.
"البغي": المرأة الزانية، بغت تبغي بغيًا فهي بغي، والجمع البغايا، ويقال للأمة: بغي ولا يراد به الزنا؛ وذلك أن الأصل كان في الإماء أنهن يزنين، ثم كثر ذلك فيهن فغلب عليهن، فأطلق الاسم على الأمة وإن لم تكن زانية.
ومهر البغي هو ما تعطى [الزانية] (¬3) من الأجرة، شَبَّهَهُ بالمهر الذي هو الصداق؛ لأنه في مقابل النكاح.
"والكاهن" معروف، والجمع الكهان والكهنة تقول: كهن يكهن كِهَانة -بالكسر- إذا تكهن، وإذا أردت أنه صار كاهنًا.
قلت: كَهُنَ بالضم، كَهَانَة بالفتح، فالكاهن هو الذي كان يخبر الناس عن أشياء يجبونها له، وعن أشياء يسألونه عنها من المغيبات والمتوقعات بزعم أن الشيطان يطلعه عليها، وكان ذلك قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأبطله الله ببعثته والفرقان الذي أنزله عليه، وحلوانه ما يُعطى من الهدية ليخبرهم عما يسأُلونه عنه مما يجهلونه ويعتقدون أنه عارف به، تقول: حلوت فلانًا على كذا فاُنا أحلوه حلوانًا إذا وهبته شيئًا في مقابلة شيء فعله لك.
والفرق بين الكاهن والعراف عند العرب: أن الكاهن إنما يتعاطى الخبر عن الكائن في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار، والعراف هو الذي يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضوال ونحو ذلك من الاُمور، فالكاهن أعلى رتبة من العراف وهذه الأشياء الثلاثة حرام.
¬__________
(¬1) كذا في "الأصل" ولعله سبق قلم أو انتقال نظر من الناسخ وإنما رواه الترمذي (1133، 1276، 2071) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث عن ابن شهاب وانظر تحفة الأشراف (10010).
(¬2) النسائي (4292).
(¬3) في "الأصل": الزنانية، وهو تحريف.

الصفحة 42