كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 4)

ومعنى قوله: "فطار سهم عبد الرحمن" أي خرج؛ تقول: اقتسموا دارًا فطار سهم فلان كيت وكيت، أي خرج وجرى فيها سهمه، قال الأزهري: العرب تقول: أطرت المال، وطيرته بين القوم، فطار لكل منهم سهم. أي صار له وخرج بسهمه.
وقوله: "أنزل لك عن أي امرأتيَّ شئت" أي أطلقها لأجلك فتنكحها، فكني عن الطلاق بالنزول؛ لأنه بعقد نكاحها مسْتعل عليها متمكن منها، فإذا طلقها فقد نزل عنها بزوال سبب الاستعلاء.
وقوله: "دلوني على السوق" يريد ليخرج إليها ويكسب فيها ويبيع ويشتري.
وقوله: "فأصاب شيئًا" أي ربح وجعل له كسب.
و"النواة" قد اختلف فيها، فقيل: هو اسم لما وزنه خمسة دراهم، كما سموا الأربعين: أوقية، والعشرين: نشَّا.
وقيل: أراد على وزن نواة من ذهب، كأنه حاذى النواة بذهب، وهذا مختلف المقدار لاختلاف وزن النوى بعضها عن بعض في الثقل والخفة.
وقيل: أراد به زُوِّجها على ذهب قيمته خمسة دراهم، وأن ذلك الذهب كان مقدار نواة.
والأول الوجه، تقول: وزنت الشيء أزنه وزنًا وزنة بمعنى.
وقوله: "به أثر صفرة" يريد خلوق العرس.
وقوله: "أولم" من الوليمة يقال أولم الرجل على زوجته إذا صنع للعرس طعامًا.
وقوله: "ولو بشاة" يدل على التقليل بدخول "لو" والله أعلم.

الصفحة 436