كتاب الشافي في شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 5)

النار" فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك ويمسح الأرض بيده.
هذا حديث حسن.
قوله: "فليلتمس" من ألطف الألفاظ وأرشقها، لأن ملتمس الشيء هو متطلبه والساعي في تحصيله رغبة وإيثارا.
وقوله: "بجنبه" إيذان بموضع النوم من جسمه، وأن النائم بالمكان مستوطن ليس كالقائم والمستوفز.
والمضجع: مفعل من الضجعة، والمضجع مفتعل منه، وكلاهما عبارة عن الموضع.
وقوله: "يمسح الأرض بيديه" يريد به: الإشارة إلى المضجع الذي قال: "فليلتمس له مضجعا" وذلك أن من أراد أن يتخذ موضعًا ينام فيه فإنه يسويه بيديه ويصلحه ليتمكن من النوم عليه.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا عليّ".
هذا حديث حسن، قد أخرج أبو داود (¬1) منه ذكر بني إسرائيل وحده عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو.
وقد جاء المعنيان معا عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه البخاري (¬2) والترمذي (¬3). وعن أبي سعيد الخدري أخرجه مسلم (¬4).
الحرج: الإثم والضيق.
¬__________
(¬1) أبو داود (3622).
(¬2) البخاري (3461).
(¬3) الترمذي (2669).
(¬4) مسلم (3004).

الصفحة 565