كتاب صفة صاحب الذوق السليم
ممازج، يبذل المجهود في رضى الأصحاب، وهو من أولي الألباب، يفتح لكل خير باب، عارف بطريق الصواب، يكرم الفقراء، ولا يجالس كثيف، ولا يمل كل لطيف، رجل همام والسلام.
وضد ذلك من الأشرار في الدرك الأسفل من النار، وهو المنافق، لغير دين الله موافق، كلب أجرب، للقلب خرب، ثوب جثمانه من النفاق مضرب، فهو للشيطان أقرب، بالدينين يلعب زنديق مذبذب، لا يأكل لحم الأضاحي ولا يبات ليلة في رمضان صاحي، إن عبر كنيسة اليهود قاموا له بالجلود، وإن عبر كنيسة النصارى وقع في الخسارى، صلاته عوجاء، لا وضوء ولا استنجاء، لا يعبر جامع المسلمين، إلا أن يكون يتفرج على القناديل، خوان ليس بأمين، يشهد بالزور في كل الأمور، إن خوصم فجر، وإن شهد قهر، وإن استؤمن خان، في كل زمان، في كل الملل حيران، فهو من أهل النيران.
الثاني: المسلوب الذوق الأحمق، عقله ممزق وعيناه تتبحلق، يعيط ويبقبق، ساحله مزحلق، من كثرة حمقه يزملق، ولزوجته
الصفحة 29
80