كتاب صفة صاحب الذوق السليم
يطلق، لا يهتدي لصواب، ولا يتأمل رد جواب، إن مدحته ازدراك، وإن تركته عاداك وهجاك، ما لعلته دواء، والخير والشر عنده سواء، لو فرشت خدك بالأرض، ظن إن ذلك عليك فرض، إذا لبس الشيء الحديد، يظن الناس كلهم له عبيد، في نفسه غلطان، ويظن أنه سلطان، هيولى مطلق، سالبه كلية فهو من لبلية.
وَمِن البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يرعوي ... عن جَهلِه وخِطابُ مَن لا يَفهَم
فهو من أنكاد الدهر، والخلق جميعاً منه في قهر، رجل مطلاق، سيىء الأخلاق، سبحان الملك الخلاق.
لِكُلِ داء يَستَطِبُ بِه ... إلاّ الحَماقَة أعيت مَن يُداوِيها
قيل للسيد المسيح صلوات الله وسلامه عليه، أنت تبرىء الأكمة والأبرص، وتحيى الموتى بإذن الله تعالى ولا تداوي الأحمق؟ فقال: هذا الداء أعياني.
الثالث: النذل من الرجال، قليل الوفاء، مصفوح القفا، قليل الغيرة، مع كل خيل مغيرة، قليل الأدب، كثير الضحك بلا عجب، كثير النوم، قليل الهمة بين القوم، لا يقضي حاجة، كثير اللجاجة، يأكل الكد الكثير، ولا يرى لذلك تأثير، ولو خربت الشام وسائر
الصفحة 30
80