كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 1)

السوق فقال: لا إله إلا الله .. كان له كذا وكذا" (¬1)، فإنّ ذِكْرَ الله في السوق مستحبٌّ، لما فيه من ذِكْرَ الله بين الغافلين، كما جاء في الحديث المعروف: "ذاكر الله في الغافلين، كالشجرة الخضراء بين الشجر اليابس" (¬2).
فأما تقدير الثواب المرويّ فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته، وفي مثله جاء الحديث الذي رواه الترمذي: "من بلّغه عن الله شيء فيه فضل، فعمل به رجاء ذلك الفضل أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك" (¬3).
فالحاصل؛ أن هذا الباب يُروى ويُعمَل به في الترغيب والترهيب لا في الاستحباب، ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب والعقاب يتوقف على الدليل الشرعي".

26 - خلاصة كلام ابن تيمية في العمل بالحديث الضعيف في الفضائل
أقول: ذلك كله من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وجزاه عن المسلمين خيراً، ونستطيع أن نستخلص منه أن الحديث الضعيف له حالتان:
الأولى: أنْ يحمل في طِيّاته ثواباً لعمل ثبتت مشروعيته بدليل شرعي.
فهنا يجوز العمل به، بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب، ومثاله عنده: (التهليل في السوق) بناء على أن حديثه لم يثبت عنده، وقد عرفت رأينا فيه.
¬__________
(¬1) قلت: أستغربه الترمذي، لكن له طرق يرتقي بها إلى درجة التحسين كما كنت ذكرت في تعليقي على "الكلم الطيب" (رقم الحديث 229)، وحسن إسناده المنذري كما سيأتي في "الصحيح" (16 - البيوع/ 3 - باب/ الحديث الأول).
(¬2) سيأتي في "الضعيف" (16 - البيوع/ 3 - باب).
(¬3) قلت: عزوه للترمذي وهم أو سبق قلم، ومخرج في المصدر السابق، من ثلاث طرق كلها موضوعة. انظر الأرقام (451 - 453). وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"، ووافقه السيوطي.

الصفحة 58