"فما منعك أن تجيءَ به؟ " فاعتذر إليه، فقال:
"كنْ أنتَ تجيءُ به يومَ القيامةِ، فلن أقبلَه عنك".
رواه أبو داود وابن حبان في "صحيحه".
1349 - (6) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
خرجنا مع رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى خيبَر، ففتحَ الله علينا، فلم نغنم ذهباً ولا وَرِقاً، غنمنا المتاعَ والطعامَ والثيابَ، ثم انطلقنا إلى الوادي (يعني وادي القرى) (¬1) ومعَ رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عبدٌ (¬2) له وَهَبَهُ له رجلٌ من بني جُذامٍ، يدعى رِفاعةَ بنَ زيد (¬3) من بني الضُّبَيْبِ، فلما نزلنا الواديَ قامِ عبدُ رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحُلُّ رَحله، فَرُميَ بسهمٍ، فكان فيه حَتفُه، فقلنا: هنيئاً له الشهادة يا رسول الله! قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"كلا والذي نفسُ محمدٍ بيدِه، إن الشملة لَتَلْتَهبُ عليه ناراً، أخذَها من الغنائم؛ لم تصبْها المقاسمُ" (¬4).
قال: ففزِعَ الناسُ، فجاءَ رجل بِشِراكٍ (¬5) أو شِراكَين؛ فقال: أصبت يومَ
¬__________
(¬1) ما بين الهلالين ثابت في المخطوطة، ولم يُذكر في رواية مسلم والسياق له، فهو من المؤلف على سبيل التفسير والبيان، وهو مطابق لرواية البخاري وغيره. وهو وادٍ بين (تيماء) و (خيبر) فيه قرى كثيرة، وبها سمي وادي القرى، يمر بها حاج الشام، وهي كانت قديماً منازل ثمود وعاد، وبها أهلكهم الله. كما في "معجم البلدان".
(¬2) في البخاري وغيره أن اسمه (مِدْعَم).
(¬3) الأصل وطبعة عمارة: "يزيد"، وهو خطأ تتابع عليه النساخ مخالف لما في "مسلم" (1/ 75)، والسياق له، ولذلك قال الحافظ الناجي (14/ 2): "كذا في النسخ، والصواب بلا خلاف زيد بن وهب الجذامي، وليس في الصحابة المسمين برفاعة من أبوه يزيد". كذا في "العجالة" (140/ 2). وغفل عن هذا الخطأ المعلقون الثلاثة!
(¬4) أي: أخذها قبل قسمة الغنائم، فكان غلولاً.
(¬5) بكسر الشين المعجمة وتخفيف الراء: هو سير النعل الذي يكون على وجهه. والله أعلم.