كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 2)

1398 - (11) [صحيح لغيره] وعن جابر بن عتيك رضي الله عنه:
أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلب عليه، فصاح به، فلم يجبه، فاسترجع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال:
"غُلبنا عليك يا أبا الربيع! ".
فصاحت النسوة، وبكَيْن، وجعل ابن عتيك يُسَكّتهُنَّ. فقال له النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"دعهن، فإذا وجب فلا تبكَينَّ باكية".
قالوا: وما الوجوب يا رسول الله! قال: "إذا مات". قالت ابنته: والله إني لأرجو أن يكون شهيداً؛ فإنك كنت قد قضيت جهازك (¬1). فقال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"إن الله قد أوقع أجره على قدر نيَّته، وما تعدون الشهادة؟ ".
قالوا: القتل في سبيل الله. فقال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"الشهادةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيل الله: المبطونُ شهيدٌ، والغَريقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذات الجَنْب شهيد، والمطعونُ شهيدٌ، وصاحبُ الحريقِ شهيدٌ، والذي يموت تحت الهدم شهيدٌ، والمرأةُ تموت بجمعٍ شهيدٌ". (¬2)
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه".

1399 - (12) [صحيح] وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
"الطاعون شهادةٌ لكل مسلمٍ".
رواه البخاري ومسلم.
¬__________
(¬1) بفتح الجيم وكسرها: ما يحتاج إليه في السفر، والمراد: تَمَّمْتَ جهاز آخرتك، وهو العمل الصالح بالموت، قاله أبو الحسن السندي.
(¬2) هذا السياق أقرب ما يكون إلى رواية أبي داود (3111) مع اختلاف يسير، وفيه وفي "الموطأ" (1/ 333): "شهيدة".

الصفحة 153