كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 2)

1400 - (13) [صحيح] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
سألت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الطاعون؟ فقال:
"كان عذاباً يبعثه الله على من كان قبلكم، فجعله الله رحمةً للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد يكون فيه، ويمكث (¬1) لا يخرج صابراً مُحتسِباً، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كَتَبَ الله له؛ إلا كان له مثلُ أَجرِ شهيد".
رواه البخاري.

1401 - (14) وعن أبي عَسيبٍ مولى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أتاني جبرائيلُ عليه السلام بالحمى والطاعون، فأمسكتُ الحمى بالمدينة (¬2)، وأَرسلتُ الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادةٌ لأُمَّتي، ورجزٌ على الكافر".
رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورواة أحمد ثقات مشهورون.
(الرجز): العذاب.

1402 - (15) [صحيح] وعن أبي منيب الأحدب قال:
خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال:
"إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم"، اللهم اجعل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة.
ثم نزل عن مقامه ذلك، فدخل على عبد الرحمن بن معاذ، فقال
¬__________
(¬1) الأصل: "فيكون فيه فيمكث"، والتصحيح من "البخاري - القدر" بتنبيه الناجي عليه، جزاه الله خيراً.
(¬2) قلت: لعل هذا كان في أول هجرته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدنية، فإنه قد صح أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دعا بنقل الحمى إلى الجحفة كما جاء في أحاديث تقدم بعضها في (11 - الحج /15). وراجع "فيض القدير".

الصفحة 154