كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 2)

1126 - (5) [صحيح] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كنا مع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بين مكة والمدينة، فمررنا بواد، فقال:
"أيُّ وادٍ هذا؟ ".
قالوا: وادي الأزرق. قال:
"كأَني أنظر إلى موسى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فذكر من طول شعرِه شيئاً لا يحفظه داود- (¬1) واضعاً إصبعيه في أذنيه له جُؤارٌ إلى الله بالتلبية، ماراً بهذا الوادي". قال: ثم سرنا حتى أتينا على ثَنيَّةٍ، فقال:
"أَيُّ ثَنيَّةٍ هذه؟ ".
قالوا: ثنية (هَرْشى) أو (لَفْتٌ). قال:
"كأَني أَنظر إلى يونسَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ناقةٍ حمراءَ عليه جُبَّةُ صوفٍ وخِطامُ ناقتِه خُلْبَةٌ، ماراً بهذا الوادي مُلَبِّياً".
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح (¬2)، وابن خزيمة، واللفظ لهما.
ورواه الحاكم بإسناد على شرط مسلم، ولفظه:
أنَّ رسول اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتى على وادي الأزرق، فقال:
"ما هذا؟ ".
قالوا: وادي الأزرق. فقال:
"كأَني أَنظر إِلى موسى مُهبِطاً له جؤارٌ إلى الله بالتكبير. ثم أَتى على
¬__________
(¬1) داود هذا هو ابن أبي هند، رواه عن أبي العالية عن ابن عباس، وفي رواية مجاهد عن ابن عباس: "وأما موسى فرجل آدم جعد، على جمل أحمر مخطوم بخلبة".
(¬2) قلت: هو كما قال، لكنه أبعد النجعة في عزوه إليه فقط، فقد أخرجه مسلم أيضاً، لكن في كتاب "الإيمان" (1/ 106). وعنده أيضاً الرواية التي عزاها للحاكم؛ فوهم هذا في استدراكه على مسلم، لا سيما ورواية مسلم أتم، والزيادات له، وبعضها عند الحاكم أيضاً.

الصفحة 18