كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 2)

رواه أبو داود، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال:
"صحيح الإسناد".

2447 - (13) [صحيح] وعن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ أنَّه سأَله سائلٌ فقال:
يا أبا العبَّاسِ! هل للْقاتِلِ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فقال ابْن عبّاسٍ كالمُعْجَبِ مِنْ شَأْنِهِ: ماذا تقول؟! فأعادَ عليه مسْأَلَتُه. فقال: ماذا تقولُ؟! مرَّتين أو ثلاثاً. [ثم] قال ابْنُ عبَّاسَ:
[أنَّى له التَوبَةُ!] سمعتُ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
"يأتي المقتولُ مُتَعلِّقاً رأسَه بإحْدى يَدَيْه، مُتَلبِّباً قاتِلَه باليدِ الأخْرى، تَشخَبُ أوْداجُه دَماً، حتَّى يأتيَ بِه العَرْشَ، فيقولُ المقتولُ لِربِّ العالمينَ: هذا قتَلني. فيقولُ الله لِلْقاتِلِ: تَعِسْتَ (¬1) وُيذْهَبُ بِه إلى النارِ".
رواه الترمذي وحسنه، والطبراني في: "الأوسط"، ورواته رواة "الصحيح"، واللفظ له (¬2).

2448 - (14) [صحيح لغيره] ورواه فيه أيضاً (¬3) من حديث ابن مسعودٍ عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"يَجيءُ المقْتولُ آخِذاً قاتِلَهُ وأوْداجُه تَشْخَبُ دماً عند ذي العِزَّةِ، فيقولُ: يا ربِّ! سَلْ هذا فيمَ قَتَلني؟ فيقولُ: فيمَ قتَلْتَهُ؟ قال: قَتَلْتُه لِتكُونَ العِزَّةُ لِفْلانٍ. قيلَ: هِيَ لله".
¬__________
(¬1) بفتح العين، وعليه اقتصر الجوهري وغيره. ورجحه بعضهم. وفيها لغة أخرى: كسر العين، وعليها جمع. واختصار الفراء: أنْ يقال للمخاطب: (تَعَسْت) بفتحها، وللغائب (تعِس) بكسرها، أفاده الناجي.
(¬2) قلت: وفي "الكبير" أيضاً، ومنهما الزيادتان، وهو مخرج في "الصحيحة" (2697).
(¬3) أي: "الأوسط"، وفاته أنه عند النسائي وغيره بأتم منه وأصح إسناداً، وقلده الهيثمي فأورده في "المجمع" خلافاً لشرطه. انظر "الصحيحة" (2698).

الصفحة 632