كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 2)

وقوله: (من بتكها بتكته) أي: من قطعها قطعته.

2532 - (15) [صحيح] وعن سعيد بن زيدٍ رضي الله عنه عن النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أنَّه قال:
"إنَّ مِنْ أربى الربا الاستطالة في عِرْضِ المسلم بغيرِ حَقٍّ، وإنَّ هذه الرحِمَ شُجْنةٌ مِنَ الرَّحْمنِ عزَّ وجَلَّ، فَمنْ قَطَعها حَرَّم الله عليه الجنَّةَ".
رواه أحمد والبزار، ورواة أحمد ثقات.
قوله: (شُجنة من الرحمن) قال أبو عبيد: "يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، وفيها لغتان: شجنة بكسر الشين وبضمها وإسكان الجيم".

2533 - (16) [صحيح] وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما عن النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"ليسَ الواصِل بالمكافِئ، ولكنَّ الواصِلَ: الَّذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها".
رواه البخاري -واللفظ له- وأبو داود والترمذي.

2534 - (17) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه:
أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله! إنَّ لي قرابةً أَصِلُهم وَيقْطَعوني، وأُحْسِنُ إليهم وُيُسيئون إليَّ، وأحْلُم عليهم وَيجْهَلون عليَّ؟ فقال:
" [ولئن] (*) كنتَ كما قلتَ فكأنَّما تُسِفُّهم (¬1) المَلَّ، ولا يزالُ [معك] (**) مِنَ الله ظهيرٌ عليهِمْ ما دُمْتَ على ذلك".
رواه مسلم (¬2).
(الملَّ) بفتح الميم وتشديد اللام: هو الرماد الحار.
¬__________
(¬1) أي: تجعل وجوههم كالرماد من الحياء.
(¬2) قلت: وكذا البخاري في "الأدب المفرد" (52).
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (وإنْ)، والمثبت من (صحيح مسلم)، نص عليه الشيخ مشهور في طبعته
(**) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وقد نبه عليه الشيخ مشهور في طبعته وأثبته من (صحيح مسلم)

الصفحة 672