كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 2)

"ضَعْ متاعَك على الطريقِ -أو على ظهرِ الطريقِ-". فوضَعه، فكانَ كلُّ مَنْ مرَّ بِه قال: ما شأْنُكَ؟ قال: جاري يؤذيني. قال: فيدْعو عليه. فجاءَ جارُه فقال: رُدَّ متاعَك؛ فإنِّي لا أوذيك أبداً.

2559 - (12) [حسن صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
جاء رَجلٌ إلى رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يشكو جارَه، فقال له:
"اذهبْ فاصْبِرْ".
فأتاه مرَّتين أوْ ثلاثاً؛ فقال:
"اذهَبْ فاطْرَحْ متاعَك في الطريقِ".
فَفَعل، فجعلَ الناسُ يمرُّون ويسْأَلونَه، فيُخْبِرُهمِ خَبَر جارِه، فجعَلُوا يَلْعَنونَهُ: فعلَ الله به وفَعلَ، وبعضُهم يدْعُو عليهِ. فجاءَ إليْهِ جارُه فقال: ارْجع فإنَّك لَنْ ترى منِّي شيئاً تكْرَهُه.
رواه أبو داود -واللفظ له-، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال:
"صحيح على شرط مسلم" (¬1).

2560 - (13) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رجلٌ: يا رسول الله! إنَّ فلانة يُذكرُ مِنْ كثرةِ صلاتِها وصدَقَتِها وصِيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها. قال:
"هيَ في النارِ".
قال: يا رسولَ الله! فإنَّ فلانَةَ يُذكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيامِها [وصَدَقتها] (¬2) وصَلاتِها، وأنَّها تَتَصدَّقُ بالأثْوارِ مِنَ الأقِط، ولا تُؤْذي جيرانَها [بلسانها]. قال:
"هي في الجَنَّةِ".
¬__________
(¬1) قلت: ورواه البخاري أيضاً في "الأدب المفرد" (رقم 124)، وأبو يعلى (ق 309/ 2).
(¬2) هذه الزيادة والتي بعدها استدركتهما من "المسند" (2/ 440).

الصفحة 682