كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 2)

2569 - (22) [صحيح] وعن مُطَرِّف -يعني ابن عبد الله- قال:
كان يَبلُغُني عنْ أبي ذرٍّ حديثٌ، وكنتُ أشْتَهي لقاءَهُ، فلَقيتُه، فقلتُ: يا أبا ذر! كان يَبْلُغُني عنكَ حديثٌ، وكنتُ أشْتَهي لقاءَك. قال: لله أبوك، لقد لَقيتَني فهاتِ. قلتُ: حديثٌ بلَغني أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حدَّثَك، قال:
"إنَّ الله عزَّ وجلَّ يُحبُّ ثلاثَةً ويُبْغِضُ ثلاثَةً".
قال: فَما إِخالُني أكْذِبُ على رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قال: فقلتُ: فَمن هؤلاءِ الثلاثةُ الذين يُحبُّهُم الله عزَّ وجلَّ؟ قال:
"رجلٌ غزا في سبيلِ الله صابِراً محْتَسِباً فقاتَل حتى قُتِلَ، وأنتُمْ تَجِدونَه عندَكم مكْتوباً في كتابِ الله عزَّ وجلَّ، ثمَّ تلا: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.
قلتُ: وَمَن؟ قال:
"رجلٌ كانَ له جارُ سوءٍ يُؤْذيِه فيَصْبِرُ على أذاهُ حتى يكْفِيَهُ الله إيَّاه بحياةٍ أوْ موتٍ" فذكر الحديث.
رواه أحمد، والطبراني واللفظ له، وإسناده وأحد إسنادي أحمد رجالهما محتج بهم في "الصحيح".
ورواه الحاكم وغيره بنحوه، وقال:
"صحيح على شرط مسلم".

2570 - (23) [صحيح] وعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"ما زال جبريلُ عليه السلامُ يوصيني بالجار حتى ظنَنْتُ أنَّه سيُوَرِّثُهُ".
رواه البخاري ومسلم والترمذي، ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث عائشة وحدها.

الصفحة 686