كتاب صحيح الترغيب والترهيب (اسم الجزء: 3)

2742 - (10) [صحيح لغيره] وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"إنَّ بين أيديكم فِتناً كَقِطَعِ الليلِ المظْلِمِ، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمِناً ويُمسِي كافِراً، ويُمْسِي مؤمِناً ويُصْبِحُ كافِراً، القاعِدُ فيها خيرٌ مِنَ القائمِ، والقائمُ فيها خيرٌ مِنَ الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِنَ الساعي".
قالوا: فما تَأْمُرنا؟ قال:
"كونوا أحْلاسَ بُيوتِكم".
رواه أبو داود. وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة في "الصحاح" وغيرها.
(الحِلْسُ): هو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القِتب. يعني الزموا بيوتكم في الفتن، كلزوم الحلس لظهر الدابة.

2743 - (11) [صحيح] وعن المقداد بن الأسود قال: ايم الله (¬1) لقد سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
"إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ، إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ، إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ، ولَمنِ ابْتُلِيَ فصَبر فواهاً".
رواه أبو داود.
(واهاً): كلمة معناها التلهف، وقد توضع للإعجاب بالشيء.

2744 - (12) [حسن صحيح] وعن ابن عَمروٍ (¬2) رضي الله عنهما قال:
بيْنَما نحنُ حولَ رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذْ ذَكَر الفِتْنَةَ فقال:
"إذا رأيتُم الناسَ قد مَرِجَتْ عُهودُهم، وخَفَّتْ أماناتُهم، وكانوا هكذا"، وشبَّك بين أصابِعه.
¬__________
(¬1) هذا من ألفاظ القَسَم، كقولك: لعمر الله، وعهد الله.
(¬2) الأصل: (ابن عباس)، والتصحيح من "السنن"، راجع "الأحاديث الصحيحة" (205).

الصفحة 43