كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 3)
2 - باب في عيادة أهل الكتاب والمشركين وعرض الإِسلام عليهم
2733 - عن أنس قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم. فنظر إلى أبيه -وهو- عنده- فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: الحمد للَّه الذي أنقذه من النار". رواه خ (¬1).
2734 - عن سعيد (بن) (¬2) المسيب عن أبيه أخبره: "أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد (عنده) (¬3) أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي طالب: أي عم، قل: لا إله لا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة، حتى قال آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا إله لا الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما واللَّه لأستغفرن لك ما لم أُنْه عنك. فأنزل الله -عز وجل-: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (¬4) ".
وفي لفظ: "فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} ".
رواه خ (¬5) -وهذا لفظه- م (¬6).
¬__________
(¬1) صحيح البخاري (3/ 259 رقم 1356).
(¬2) تكررت في "الأصل".
(¬3) من صحيح البخاري.
(¬4) سورة التوبة، الآية: 113.
(¬5) صحيح البخاري (3/ 263 رقم 1360).
(¬6) صحيح مسلم (1/ 54 رقم 24).