كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 3)
19 - باب فيمن ارتد عليه سلاحه وهو شهيد لا يغسل
2795 - عن سلمة بن الأكوع قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر ... " وذكر الحديث، وفيه: "فلما تصاف القوم، كان سيف عامر -هو ابن الأكوع- فيه قصر، فتناول يهودياً ليضربه، فرجع ذباب سيفه، فأصاب ركبته فمات منها، فلما قفلوا رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاحبًا (¬1) ساكتًا، قال سلمة -وهو آخذ بيدي-: فقلت: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا حبط عمله. فقال: من قاله؟ قلت: فلان وفلان وأسيد بن الحضير. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذب من قاله، إن له لأجرين -وجمع بين أصبعيه- إنه لجاهد (¬2) مجاهد، قل عربي نشأ بها مثله".
رواه خ (¬3) -وهذا لفظه- ورواه م (¬4) بنحوه.
2796 - عن أبي سلام عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أغرنا على حي من جهينة، فطلب رجل من المسلمين رجلاً منهم فضربه فأخطأه وأصاب نفسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أخوكم يا معشر المسلمين. فابتدره الناس، فوجدوه قد مات، فلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (¬5) بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه، فقالوا: يا رسول الله، أشهيد هو؟ قال: نعم، وأنا له شهيد".
رواه د (¬6).
¬__________
(¬1) الشاحب: المتغير اللون والجسم لعارض من سفرٍ أو مرض ونحوهما. النهاية (2/ 448).
(¬2) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 534): قال ابن دريد: رجل جاهد أي: جاد في أموره. وقال ابن التين: الجاهد من يرتكب المشقة، ومجاهد أي لأعداء الله.
(¬3) صحيح البخاري (1/ 553 - 554 رقم 6148).
(¬4) صحيح مسلم (3/ 1427 - 1429 رقم 1802).
(¬5) من سنن أبي داود.
(¬6) سنن أبي داود (3/ 21 رقم 2539).