كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 3)
والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته".
رواه خ (¬1) -وهذا لفظه- م (¬2)، وفي بعض ألفاظه (¬3): "اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها (¬4) حصير، قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منه، فقال: إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب أن يعتكف فليعتكف. فاعتكف الناس معه، قال: وإني أريتها (ليلة) (¬5) وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء. فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء فوكف (¬6) المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه (¬7) فيها الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين، من العشر الأواخر".
494 - ذكر من روى أنها ليلة ثلاث وعشرين
2590 - عن عبد الله بن أنيس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين. قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه،
¬__________
(¬1) صحيح البخاري (4/ 301 رقم 2016).
(¬2) صحيح مسلم (2/ 824 - 827 رقم 1167).
(¬3) صحيح مسلم (2/ 825 رقم 1167/ 215).
(¬4) السدة هي: ظلة على باب أو ما أشبهها، لتقي الباب من المطر، وقيل: هي الباب نفسه، وقيل: هي الساحة. الفائق في غريب الحديث.
(¬5) في "الأصل": الليلة. والمثبت من صحيح مسلم.
(¬6) أي: قطر ماء المطر من سقفه. شرح صحيح مسلم (5/ 167).
(¬7) أي: أرنبته، وطرفه من مقدمه. النهاية (2/ 271).