كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 3)
تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرفٍ (قرءوا عليه فقد أصابوا) (¬1) ".
رواه م (¬2).
2654 - وروى (¬3) أيضًا عن أبي بن كعب قال: "كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضيا (الصلاة) (¬4) دخلنا جميعًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ (قراءة) (4) سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرآ، فحسن النبي - صلى الله عليه وسلم - شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية (¬5) فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً، وكأنما أنظر إلى الله -عز وجل- فرقاً، فقال لي: يا أُبي أُرسل إليَّ أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إليَّ الثانية: اقرأ على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إليَّ الثالثة اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردةٍ رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخلق كلهم حتى إبراهيم -عليه السلام".
2655 - عن حذيفة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لقيت جبريل -عليه السلام- عند أحجار المراء فقال: يا جبريل، إني أُرسلتُ إلى أمة أمية، الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابًا قط. قال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف".
¬__________
(¬1) في "الأصل": قرئ عليه فقد أصاب. والمثبت من صحيح مسلم.
(¬2) صحيح مسلم (1/ 562 - 563 رقم 820/ 274).
(¬3) صحيح مسلم (1/ 561 - 562 رقم 820/ 273).
(¬4) من صحيح مسلم.
(¬5) معناه وسوس لي الشيطان تكذيبًا للنبوة أشد مما كنت عليه في الجاهلية؛ لأنه في الجاهلية كان غافلاً أو متشككًا، فوسوس لي الشيطان الجزم بالتكذيب. قاله النووى.