كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 3)
اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمانُ إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القُرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق" (¬1).
2667 - قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت، (قال) (¬2) "فقدت آية من الأحزاب -حين نسخنا المصحف- قد كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقوا مَا عَاهَدوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (¬3) فألحقناها في سورتها في المصحف" (¬4).
رواه خ، وفي لفظ (¬5): "مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادته بشهادة رجلين".
¬__________
=قوم الذال وسكنوا الراء، ومد آخرون الهمزة مع ذلك، وهو إقليم واسع. معجم البلدان (1/ 155 - 156).
(¬1) صحيح البخاري (7/ 627 رقم 4987).
(¬2) في "الأصل": فقال. والمثبت من صحيح البخاري.
(¬3) سورة الأحزاب، الآية: 23.
(¬4) صحيح البخاري (8/ 627 رقم 4988).
(¬5) صحيح البخاري (8/ 377 - 378 رقم 4784).