كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 3)
"يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل".
رواه خ (¬1) م (¬2) -وهذا لفظه- وفي رواية البخاري: "كنا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم، وإنَّ نفرنا غيب (¬3) فهل منكم راق؟ فقام معها رجل قال: ما كنا نأبِنُه (¬4) برقيةٍ، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية؟ أكنت ترقي؟
قال: لا، فما رقيت لا بأم الكتاب. قلنا له: لا تحدثوا حتى نأتي -أو نسأل - النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما قدمنا المدينة ذكرنا للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: وما كان يُدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم".
2674 - عن ابن عباس: "أن نفرًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مروا بماء فيه لديغ -أو سليم- (¬5) فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال: هل فيكم راق؟ إن في الماء رجلاً لديغًا -أو سليمًا- فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ فجاء بالشاءِ إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً. حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله".
أخرجه البخاري (¬6).
¬__________
(¬1) صحيح البخاري (8/ 671 رقم 5007).
(¬2) صحيح مسلم (4/ 1727 رقم 2201).
(¬3) أي: إن رجالنا غائبون، والغَيَب -بالتحريك- جمع غائب، كخادم وخدم. النهاية (3/ 399).
(¬4) أي: ما كنا نعلم أنه يرقي فنعيبه بذلك. النهاية (1/ 17).
(¬5) السليم: اللديغ، يقال: سلمته الحية: أي لدغته، وقيل: إنما سمي سليماً تفاؤلاً بالسلامة، كما قيل للفلاة المهلكة: مفارة. النهاية (2/ 396).
(¬6) صحيح البخاري (10/ 209 رقم 5737).