كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 4)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي بقائمة حمار وحش، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا قوم حرم، أطعموه أهل الحل. قال: فشهد اثنا عشر رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال علي: أنشد الله رجلاً شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي ببيض النعام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا قوم حرم، أطعموه أهل الحل. فشهد قال دونهم من العدة من الاثني عشر".

52 - باب في المحرم يأكل من صيد الحلال
4097 - عن عبد الله بن أبي قتادة أن أباه حدثه قال: "انطلقنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية، فأحرم أصحابه ولم أحرم فأُنبئنا بعدو بغَيْقَه (¬1) فتوجهنا نحوهم، فبصر أصحابي بحمار وحش، فجعل بعضهم يضحك إلى بعض، فنظرت فرأيته، فحملت عليه (الفرس) (¬2) وطعنته، فاستعنتهم فأبوا أن يعينوني، فأكلنا منه، ثم لحقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخشينا أن تُقْتَطع، أرفع (فرسي) (¬3) شأوًا وأسير عليه شأوًا، فلقيت رجلاً من بني غفار في جوف الليل (فقلت له: أين تركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟) (¬4) فقال: تركته بتعهن (¬5)، وهو قائِلٌ السقيا (¬6). فلحقت برسول الله
¬__________
(¬1) بالفتح ثم السكون ثم القاف ثم الهاء، موضع بين مكة والمدينة في بلاد غفار. معجم البلدان (4/ 251).
(¬2) في "الأصل": القوس: والمثبت من الصحيح.
(¬3) في "الأصل": رأسي. والمثبت من الصحيح، وقوله "أرفع فرسي" أي: أكلفه السير "شأوًا" أي تارة، والمراد أنه يركض تارة ويسير بسهولة أخرى. فتح الباري (4/ 31).
(¬4) من صحيح البخاري.
(¬5) بفتح التاء والهاء، وبكسرهما، وبفتح فكسر، وفي النسخة اليونينية: ضم الهاء أيضًا، قال القاضي عياض: هو عين ماء على ثلاثة أميال من السقيا بطريق مكة. إرشاد الساري (3/ 295).
(¬6) بضم السين مقصور، وقائلٌ بالتنوين، أي قال: اقصدوا السقيا، أو من القيلولة، أي: تركته بتعهن وعزمه إن يقبل بالسقيا. إرشاد الساري (3/ 295).

الصفحة 93