كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 4)
وفي لفظ: "فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه (فأبوا عليه) (¬1) فسألهم رمحه فأبوا عليه، فأخذه، ثم شد على الحمار فقتله، فأكل منه بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبى بعضهم، فأدركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه عن ذلك، فقال: إنما هي طعمة أطعمكموها الله -عز وجل".
أخرجاه (¬2) أيضًا.
وفي لفظ للبخاري (¬3) قال: "كنت يومًا جالسًا مع رجال من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزله في طريق مكة -ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازل أمامنا- والقوم محرمون وأنا غير محرم، فأبصروا حمارًا وحشيًّا -وأنا مشغول أخصف نعلي- فلم يؤذنوني له، وأحبوا لو أني أبصرته، فالتفت فأبصرته، فقمت إلى الفرس فأسرجته، ثم ركبت ونسيت السوط والرمح، فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح. فقالوا: لا واللَّه، لا نعينك عليه بشيء. فغضبت، فنزلت فأخذتهما، ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته، ثم جئت به وقد مات، فوقعوا فيه يأكلونه، ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم، فرحنا -وخبأت العضد معي- فأدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عن ذلك، فقال: معكم معه شيء؟ (فقلت: نعم) (¬4) فناولته العضد فأكلها حتى تعرقها (¬5) وهو محرم".
وروى مسلم (¬6) فقال: "هل معكم منه شيء؟ قالوا: معنا رجله. قال: فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكلها".
وروى الإمام أحمد (¬7) هذا الحديث فقال: "أطعمونا".
¬__________
(¬1) في "الأصل": وأبو. والمثبت من صحيح مسلم.
(¬2) صحيح البخاري (6/ 115 رقم 2914) ومسلم (2/ 852 رقم 1196/ 57).
(¬3) صحيح البخاري (5/ 237 رقم 2570).
(¬4) من صحيح البخاري.
(¬5) في صحيح البخاري: نَفَّدها.
(¬6) صحيح مسلم (2/ 855 رقم 1196/ 63).
(¬7) المسند (5/ 307).