كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)
5479 - عن عقبة بن عامر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت (¬1) ".
رواه خ (¬2) ومسلم (¬3).
5480 - عن عمر بن الخطاب: "أنه خطب بالجابية (¬4) فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي فيكم فقال: استوصوا بأصحابي خيراً، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى إن الرجل ليبتدئ بالشهادة قبل أن يُسألها، فمن أراد منكم بحبحة الجنة (¬5) فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" (¬6).
¬__________
(¬1) الحمو: أقارب الزوج، قال القرطبي في "المفهم": المعنى أن دخول قريب الزوج على امرأة الزوج يشبه الموت في الاستقباح والمفسدة، أي: فهو محرم معلوم التحريم، وإنما بالغ في الزجر عنه وشبهه بالموت لتسامح الناس به من جهة الزوج والزوجة لإلفهم بذلك حتى كأنه ليس بأجنبي من المرأة، فخرج هذا مخرج قول العرب: الأسد الموت، والحرب الموت، أي: لقاؤه يفضي إلى الموت، وكذلك دخوله على المرأة قد يفضي إلى موت الدين أو إلى موتها بطلاق عند غيرة الزوج أو إلى الرجم إن وقعت الفاحشة. فتح الباري (9/ 243 - 244).
(¬2) صحيح البخاري (9/ 242 رقم 5232).
(¬3) صحيح مسلم (4/ 1711 رقم 2172).
5 - خرجه الضياء في المختارة (1/ 191 - 194 رقم 96 - 98) ونقل عن الدارقطني أن في إسناده اختلافاً.
(¬4) الجابية: بكسر الباء وياء مخففة، قرية من أعمال دمشق، ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفر في شمالي حوران. معجم البلدان (2/ 106).
(¬5) بحبوحة الدار: وسطها، يقال: تبحبح إذا تمكن وتوسط المنزل والمقام. النهاية (1/ 98).
(¬6) رواه الترمذي (4/ 404 رقم 2165)، والضياء في المختارة (1/ 294 - 295 رقم 185) من طريق عبد الله بن عمر عن عمر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.