كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)

وعنده (¬1): "ما أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأة من نسائة أكثر -أو أفضل- مما أولم على زينب. فقال ثابت البناني: بما أولم؟ قال: أطعمهم خبزًا ولحمًا حتى تركوه".
وعند البخاري (¬2): "أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بنى بزينب بنت جحش، فأشبع الناس خبزًا ولحمًا".

5644 - وعن أنس قال: "لما انقضت عدة زينب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد: فاذكرها عليَّ (¬3). قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال: فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن انظر إليها (¬4) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها، فوليتها ظهري ونكصت (¬5) على عقبي، فقلت: يا زينب، أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئًا أحتى أؤامر ربي -عز وجل- فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها بغير إذن، قال: فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطعمنا الخبز واللحم حتى (¬6) امتد النهار، فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج
¬__________
(¬1) صحيح مسلم (2/ 1049 - 1050 رقم 1428/ 91).
(¬2) صحيح البخاري (8/ 388 رقم 4794).
(¬3) أي: فاخطبها لي من نفسها. قاله النووي في شرح صحيح مسلم (6/ 173).
(¬4) معناه أنه هابها واستجلها من أجل إرادة النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها، فعاملها معاملة من تزوجها - صلى الله عليه وسلم - في الأعظام والإجلال والمهابة، وقوله: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها" هو بفتح الهمزة من "أن" أي من أجل ذلك. قاله النووي في شرح صحيح مسلم (6/ 174).
(¬5) النُّكُوص: الرجوع إلى وراء، وهو القهقرى. النهاية (5/ 116).
(¬6) في صحيح مسلم: حين. قال النووي في شرح صحيح مسلم (6/ 175): وقوله: "حين امتد النهار" أي: ارتفع، هكذا هو في النسخ "حين" بالنون.

الصفحة 178