كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه، يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني، قال: فانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب قال: ووعظ القوم بما وعظوا به {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ} إلى قوله: {لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (¬1).
رواه مسلم (¬2) بهذا اللفظ، وقد رواه البخاري (¬3) بألفاظٍ أخر.

5645 - عن أنس قال: "أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بين خيبر والمدينة ثلاثًا، يُبنى عليه بصفية بنت حيي، فدعوت المسلمين إلى وليمته فما كان فيها من خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع فأُلقي (فيها من التمر) (¬4) والأقط والسمن؛ فكانت وليمته، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين أو مما ملكت يمينه فقالوا: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطَّأ (¬5) لها خلفه، ومد الحجاب بينها وبين الناس".
رواه خ (¬6) م (¬7) ولفظه: عن أنس قال: "صارت صفية لدحية في مقسمه، وجعلوا يمدحونها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ويقولون: ما رأينا في السبي مثلها. قال: فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد، ثم دفعها إلى أمي، فقال:
¬__________
(¬1) سورة الأحزاب، الآية: 53.
(¬2) صحيح مسلم (2/ 1048 - 1049 رقم 1428/ 89).
(¬3) صحيح البخاري (8/ 387 رقم 4791).
(¬4) في "الأصل": عليها القصب. وال م ثبت من صحيح البخاري.
(¬5) أي: هيأ، يقال: وطأت الشيء فاتَّطأ: أي هيأته فتهيأ. النهاية (5/ 202).
(¬6) صحيح البخاري (9/ 29 رقم 5580).
(¬7) صحيح مسلم (2/ 1047 - 1048 رقم 1365/ 88).

الصفحة 179