كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)
أصلحيها. قال: ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر، حتى إذا جعلها في ظهره نزل، ثم ضرب عليها القبة، فلما أصبح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به. قال: فجعل الرجل يجيء بفضل التمر وفضل السويق، حتى جعلوا من ذلك سوادًا (¬1) حيسًا، (فجعلوا) (¬2) يأكلون من ذلك الحيس، ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء، قال: فقال أنس: فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها. قال: فانطلقنا حتى رأينا جدر المدينة هشنا (¬3) إليها فرفعنا مطينا (¬4)، ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته، قال: وصفية خلفه، قد أردفها (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (¬5)، قال: فعثرت مطية رسول الله فُصرع وصُرعت، قال: فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها، حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسترها، قال: فأتيناه، فقال: لم نُضَرَّ قال: فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يترأينها ويشمتن بصرعتها".
وفي لفظٍ لمسلم (¬6) أيضًا: "وقعت في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها وأحسبه قال: وتعتد في بيتها -وهي صفية بنت حيي- فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليمتها
¬__________
(¬1) أي: شيئاً مجتمعاً. النهاية (2/ 420).
(¬2) تكررت في "الأصل".
(¬3) قال النووي في شرح مسلم (6/ 172): هكذا هو في النسخ "هَشنا" بفتح الهاء وتشديد الشين المعجمة ثم نون، وفي بعضها: "هششنا" بشينين. الأولى مكسورة مخففة، ومعناهما نشطنا وخففنا وانبعثت نفوسنا إليها، يقال منه هششت بكسر الشين في الماضي وفتحها في المضارع. اهـ. وانظر مشارق الأنوار للقاضي عياض (2/ 272).
(¬4) أي كلفناها المرفوع من السير، وهو فوق الموضوع ودون العَدْو، يقال: ارفع دابتك: أي أسرع بها. النهاية (2/ 244).
(¬5) من صحيح مسلم.
(¬6) صحيح مسلم (5/ 1042 - 1046 رقم 1365/ 87).