كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)

5298 - عن بُسْر بن جِحاش القرشي قال: "بزق النبي - صلى الله عليه وسلم - في كفه، ثم وضع أصبعه السبابة، وقال: يقول الله -عز وجل-: أنَّى تعجزني ابنَ آدم، وقد خلقتك من مثل هذه، فإذا بلغت نفسك هذه -وأشار إلى خلقه- قلت: أتصدق. وأنَّى أوان الصدقة".
رواه الإمام أحمد (¬1) وابن ماجه (¬2) وهذا لفظه.

12 - باب قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} إِلى قولهَ: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (¬3)
5299 - عن ابن عباس قال: "خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي ابن بَدَّاء، فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جامًا (¬4) من فضة مُخوَّصًا (¬5) من ذهب، فأحلفهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وجد الجام بمكة، فقال (¬6): ابتعناه من تميم وعدي. فقام رجلان من أوليائه (¬7) فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما، وأن الجام لصاحبهم. قال: وفيهم نزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا
¬__________
(¬1) المسند (4/ 210).
(¬2) سنن ابن ماجه (2/ 903 رقم 2707).
(¬3) سورة المائدة، الآيتان: 106، 107.
(¬4) في "الأصل": ماجاً. بتقديم الميم، والمثبت من صحيح البخاري، قال ابن حجر: الجام هو الإناء. فتعقبه العيني بأن الإناء أعم من الجام، والجام هو الكأس. إرشاد الساري (5/ 30).
(¬5) بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، والواو المشددة، آخره صاد مهملة، أي فيه خطوط طوال كالخوص. إرشاد الساري (5/ 30).
(¬6) أي الذي وجد عنده، وفي صحيح البخاري: فقالوا. على الجمع.
(¬7) أي أولياء السهمي، كما وقع في نسخة صحيح البخاري المطبوعة مع فتح الباري.

الصفحة 25