كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)

2 - باب
5305 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين، فيسأل: هل ترك لدينه قضاء (¬1)؟ فإن حُدِّث أنه ترك وفاء صلى عليه، وإلا قال للمسلمين: صلوا على صاحبكم. فلما فتح الله -عز وجل- عليه الفتوح قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم (فمن مات وعليه دين فلم يترك وفاء فعلينا قضاؤه) (¬2) ومن ترك مالاً فلورثته".
رواه البخاري (¬3) وهذا لفظه- ومسلم (¬4). وعنده: "صلى عليه وإلا قال: صلوا على صاحبكم".
وله (¬5): "والذي نفس محمدٍ بيده، إن على الأرض (من) (¬6) مؤمن إلا أنا أولى الناس به، فأيكم ما ترك دينًا أو ضياعًا (¬7) فأنا مولاه، وأيكم ما ترك مالاً فإلى العصبة من كان".
¬__________
(¬1) في صحيح البخاري: فضلاً. قال ابن حجر في الفتح (4/ 558) أي: قدراً زائداً عن مؤنة تجهيزه، وفي رواية الكشميهني: "قضاء" بدل فضلاً، وكذا هو عند مسلم وأصحاب السنن، وهو أولى بدليل قوله: "فإن حُدِّث أنه ترك لدينه وفاء".
(¬2) الذي في صحيح البخاري في هذا الحديث: "فمن توفي من المؤمنين فترك دينًا فعليَّ قضاؤه"، أما بلفظ "الأصل" فقد رواه البخاري (12/ 11 رقم 6731)، وأخشى أن يكون المؤلف ذكر الروايتين فانتقل نظر الناسخ، واللَّه أعلم.
(¬3) صحيح البخاري (4/ 557 رقم 2298).
(¬4) صحيح مسلم (13/ 237 رقم 1619).
(¬5) صحيح مسلم (3/ 1237 - 1238 رقم 1619/ 15).
(¬6) من صحيح مسلم.
(¬7) الضَّياع: العيال، وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعًا، فسُمي العيال بالمصدر، كما تقول: من مات وترك فقرًا. أي فقراء، وإن كسرت الضاد كان جمع ضائع، كجائع وجياع. النهاية (3/ 107).

الصفحة 29