كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)

17 - باب
5363 - عن ابن عباس " (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ) (وَالَذِينَ عَاقَدَتْ (¬1) أَيْمَانُكمْ) (¬2). قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث الأنصاري المهاجري دون ذوي رحمه؛ للأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فلما نزلت: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ) نسختها (وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ) " (¬3).
رواه خ (¬4) وعند أبي داود (¬5): "نسختها (وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ (¬6) أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) من النصرة والنصيحة والرفادة (¬7)، ويوصى له، وقد ذهب الميراث".

5364 - وعن ابن عباس قال: " (وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما نسب فيرث أحدهما الآخر، فنسخ ذلك
¬__________
(¬1) قرأ الكوفيون (عقدت) بغير ألف، وقرأ الباقون (عاقدت) بالألف. النشر في القراءات العشر (2/ 249).
(¬2) سورة النساء، الآية: 33.
(¬3) رواه البخاري في صحيحه (8/ 96 رقم 4580) عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (ولكل جعلنا موالي) قال: ورثة (والذين عاقدت أيمانكم) كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم فلما نزلت (ولكل جعلنا موالي) نسخت. ثم قال: (والذين عاقدت أيمانكم) من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويوصى له".
وانظر فتح الباري (8/ 97، 12/ 30 - 31) للفائدة.
(¬4) صحيح البخاري (12/ 30 رقم 6747).
(¬5) سنن أبي داود (3/ 128 رقم 2922).
(¬6) في "الأصل": عقدت. والمثبت من سنن أبي داود.
(¬7) أي: الإعانة، يقال: رفدته أرفده: إذا أعنته. النهاية (3/ 241).

الصفحة 52