كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)

ناس ويُضَرَّ بك آخرون. ولم يكن له يومئذ إلا ابنة" (¬1).
وفي لفظ (¬2): عن عامر بن سعد، عن أبيه "مرضت فعادني النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن لا يردني على عقبي. قال: لعل الله أن يرفعك، ويرفع بك ناسًا (¬3). قلت: أريد أن أُوصي، وإنما لي ابنة. فقلت: اوصي بالنصف؟ قال: النصف كثير. قلت: فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير -أو كبير. قال: فأوصى الناس بالثلث فجاز ذلك لهم".
رواه البخاري -وهذا لفظه- ومسلم (¬4).
وفي لفظٍ للبخاري (¬5): قال: "اشتكيت بمكة شكوًا شديدًا (¬6)، فجاءني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني، فقلت: يا نبي الله، إني أترك مالي وإني لا أترك إلا ابنة واحدة، فأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث؟ قال: لا. قلت: فأوصي بالنصف وأترك النصف؟ قال: لا. قلت: فأوصي بالثلث وأترك لها الثلثين؟ قال: الثلث، والثلث كثير. ثم وضع يده على جبهته، ثم مسح (يده على) (¬7) وجهي وبطني، ثم قال: اللهم اشف سعدًا، وأتمم له هجرته. فما زلت أجد (برد يده) (¬8) على كبدي فيما يُخال إليَّ حتى الساعة".
¬__________
(¬1) صحيح البخاري (5/ 427 - 428 رقم 2742).
(¬2) صحيح البخاري (5/ 434 - 435 رقم 2744).
(¬3) تشبه أن تكون في "الأصل": شيئاً. والمثبت من صحيح البخاري.
(¬4) صحيح مسلم (3/ 1250 - 1251 رقم 1628).
(¬5) صحيح البخاري (10/ 125 رقم 5659).
(¬6) بالتذكير على إرادة المرض، ولأبي ذر عن الكشميهني: "شكوى -بلا تنوين- شديدة" بتاء التأنيث: إرشاد الساري (8/ 349).
(¬7) من صحيح البخاري.
(¬8) في صحيح البخاري: برده.

الصفحة 6