كتاب السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (اسم الجزء: 5)

رأت، فانطلقا إلى (قباء) (¬1) فوجدا آباراً ثلاثًا يمد بعضها بعضًا، فاستقوا من كل بئر ثلث شُجُب (¬2) حتى ملئوا الشَجْب من جميعهن، ثم أتوا به عائشة، فاغتسلت به، فشُفيت".

13 - باب في عتق الرقبة المؤمنة وصفتها
5404 - عن معاوية بن الحكم السلمي قال: "كانت لي جارية ترعى غنمًا لي قبل أُحدٍ والجَوَّانِيَّة (¬3)، فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاةٍ من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعظَّم ذلك عليَّ، قلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ائتني بها. فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها؛ فإنها مؤمنة".
رواه مسلم (¬4).

5405 - عن الشريد "أن أمه أوصت أن يعتقوا (¬5) عنها رقبة مؤمنة، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: عندي جارية سوداء نوبية فأعتقها عنها؟ قال: ائت بها. فدعوتها فجاءت، فقال لها: من ربك؟ قالت: الله. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة".
¬__________
(¬1) تشبه أن تكون في "الأصل": قفاه. والمثبت من الاستذكار.
(¬2) الشَّجْب بالسكون: السقاء الذي قد أخلق وبلى وصار شنًّا، يجمع على شجُبُ وأشجاب. النهاية (2/ 444).
(¬3) الجَوانيَّة: بالفتح، وتشديد ثانيه، وكسر النون، وياء مشددة، موضع أو قرية قرب المدينة. معجم البلدان (2/ 203).
(¬4) صحيح مسلم (381/ 1 - 382 رقم 537).
(¬5) في المسند: يُعتق.

الصفحة 71