كتاب صور وخواطر

يَبْرودُ يَبرُدُ صيفاً مَن أقام بها ... لذاك قيل مع الإشباع يَبرودُ (¬1)
الثاني: أنه عند الروم بمعنى «الحاج» عند المسلمين، وذلك أنّ كل مَن حج إلى دَيْر يُقال له «الصَّرْبون» في مدينة البَريز (¬2)، على نهر السين (وقيل نهر الشين)، وجلس إلى رهبانٍ فيه سُمي طَقْطُر، وهو لقب تشريف. وأكبر رهبان ذلك الدير المِص صَنيون (¬3)، على وزن صَهيون ومَلعون.
قال الزكي بن المبارك: وأصل المِصّ المُصْيُ، حُذفت ياؤه على شبه التّرخيم، والمِصْيُ والمِصْطِر (¬4) السيد، ومن الروم قوم يقال لهم بنو ألْمان يدعون السيد القط. قال النشاشيبي: وهو وهم من ابن المبارك، والسيد عند الألمان «الهر» وعند الطليان «السّنور» (¬5). قلت: والقط والهر والسِّنَّوْر واحد، ولا وجه لما قاله النشاشيبي.
الثالث: أن الطقطر مَن يأخذ من بيت مال المسلمين ثمن ظَهْره ونفقته ويرحل إلى بلاد الإفرنج فيلهو ويلعب، ثم إذا حان
¬__________
(¬1) يبرود بلدة قريبة من النبك، في القلمون، وهي مشهورة ببردها؛ في الذكريات: "لما جئت النبك رأيت جماعة ماتوا من شدّة البرد في الذُّرى العالية المحيطة بالنبك ويبرود الممتدّة إلى بَعْلَبكّ" (مجاهد).
(¬2) السوربون في باريس.
(¬3) ماسينيون.
(¬4) المسيو والمستر.
(¬5) السِّنْيور والهِرْ.

الصفحة 317