كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: الكتاب)
وفي «الصحيحين» (¬١) عن سعد بن أبي وقاص أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «إنك لم تنفق نفقةً تبتغي بها وجهَ الله، إلا ازددت بها درجة ورفعة، حتى اللقمة تضعها في (¬٢) في امرأتك».
والنصوص (¬٣) في هذا كثيرة، فالمؤمن إذا كانت له نية أثيب على عامة (¬٤) أفعاله، وكانت المباحات من صالح أعمالِه لصلاح قلبه ونيته، والمنافقُ لفسادِ قلبه ونيته يُعاقَب على ما يُظهره من صُوَر العبادات رياءً (¬٥)، فإن في (¬٦) «الصحيحين» (¬٧) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ألا إنّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح لها سائرُ الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائرُ الجسد، ألا وهي القلب».
فصل
وكما أن العقوبات شُرِعَت داعيةً إلى فعل الواجبات (¬٨)، وترك المحرمات، فقد شُرِع أيضًا كلُّ ما يعين على ذلك، فينبغي تيسير طريق الخير
---------------
(¬١) البخاري (٥٦)، ومسلم (١٦٢٨)، ووقع في (ي): «الصحيح»، وفي (ي، ز): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لسعد.
(¬٢) (ي، ز): «ترفعها إلى».
(¬٣) بقية النسخ: «والآثار».
(¬٤) (ل): «صلحت عامة».
(¬٥) ليست في (ي).
(¬٦) (ل): «في الحديث الصحيح». (ي، ز): «في الصحيح».
(¬٧) البخاري (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩) من حديث النعمان بن بشير.
(¬٨) (ي): «الفعل الواجب».
الصفحة 185
325