كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: الكتاب)

فقال: «لا يخلونَّ رجل بامرأةٍ فإن ثالثهما الشيطان» (¬١).
وقال: «لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومين إلا ومعها زوج أو ذو محرم» (¬٢). فنهى عن الخلوة بالأجنبية والسفر بها؛ لأنه ذريعة إلى الشر.
ورُوي عن الشعبي أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - كان فيهم غلام ظاهر الوضاءة، فأجلَسَه خلفَ ظهره، وقال: «إنما كانت خطيئة داود النظر» (¬٣).
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يعسُّ (¬٤) بالمدينة فسمع امرأةً تغنِّي (¬٥) بأبيات وتقول فيها:
هل من سبيلٍ إلى خمرٍ فأشربُها ... أم من سبيلٍ إلى نصر بن حجاج
ففتش عليه (¬٦) فوجده شابًّا حسنًا، فحلق رأسَه فازداد جمالًا، فنفاه إلى
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (١٨٦٢)، ومسلم (١٣٤١) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(¬٢) أخرجه البخاري (١١٨٨)، ومسلم (٨٢٧) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.
(¬٣) رواه ابن الجوزي في «ذم الهوى» (ص ٩٠ - ٩١)، والديلمي في «مسنده» عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن الحسن عن سمرة الحديث.
قال المصنف في «الفتاوى»: (١٥/ ٣٧٧): حديث منكر، وقال ابن الصلاح: لا أصل له، وقال الزركشي: هذا حديث منكر، فيه ضعفاء ومجاهيل وانقطاع. انظر «تذكرة الموضوعات» (ص ١٨٢).
(¬٤) (ي، ز): «وعمر ... لما كان يعس ... »، (ظ، ب): «أنه كان ... ».
(¬٥) (ف، ظ، ز): «تتغنى».
(¬٦) بقية النسخ: «فدعا به ... ». والأصل: «ففتش ... فوجد».

الصفحة 188